للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

توفّي، وتولّى من بعده سراج الدين محمد ولده" (١).

فاعتقدت المحققة أن "نجم الدين النيسابوري" هو بيان الحق الذي لقبّه حاجي خليفة نجم الدين، وكذلك ابنه سراج الدين محمد ولد بيان الحق. ولكن ما الدليل على أن نجم الدين هذا هو بيان الحق؟ ألا يمكن أن يكون هذا نجمًا آخر من نجوم الدين طلع في سماء نيسابور نفسها؟ ثم اللقب الذي اشتهر به ولده محمد هو معين الدين لا سراج الدين، كما سبق.

(٤) مذهبه في العقيدة

يسلك بيان الحق في تأويل الصفات مسلك الأشاعرة والماتريدية. وقد ذكر في تفسير سورة الفاتحة قاعدة في ذلك، فقال: "وههنا إشكال آخر معنوي في كيفية غضب الله، فينبغي أن تعلم أن الغضب من الله يخالف غضبنا، فإنه منا شهوة الانتقام عند غليان دم القلب، ومن الله إرادة المار بمن عصاه. وها هنا أصل تعرف به عامة الصفات المشكلة المعاني، وهو أن لا يذهب فيها إلى التوهم اللفظي بحسب المبدأ، ولكنه بحسب التمام، فأوصاف الله تعالى تحمل على الأغراض الانتهائية لا على الأعراض الابتدائية مثاله الرأفة والرحمة ... وكذلك المحبة ... والغضب يعرض لنا فينتقض الطبع على جهة الحمية ويتغير الوجه وتحمر العين، وربما يرتعد البدن، ثم يدعو إلى جنس من العقوبة يضاد الرضى. فيوصف الله تعالى به على هذا المعنى الأخير الذي هو الغاية والمآل. وعلى هذا يجري القول في الصفات، والله أعلم".

وللفخر الرازي (٦٠٤ هـ) في تفسير كلام شبيه بكلام بيان الحق وقرّر أن هذا هو القانون الكلي في هذا الباب (٢). وقد ردّ على هذا الكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه فقال:


(١) الدارس ١: ٥٨٩.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٢: ١٤٥.

<<  <   >  >>