للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"وأن قول القائل (الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام) فليس بصحيح في حقنا، بل الغضب قد يكون لدفع المنافي قبل وجوده، فلا يكون هناك انتقام أصلًا. وأيضًا فغليان دم القلب يقارنه الغضب، ليس أن مجرد الغضب هو غليان دم القلب ... وأيضًا فلو قدر أن هذا هو حقيقة غضبنا لم يلزم أن يكون غضب الله تعالى مثل غضبنا، كما أنّ حقيقة ذات الله ليست مثل ذاتنا، فليس هو مماثلًا لنا: لا لذاتنا، ولا لأرواحنا. وصفاته كذاته (١).

وكذلك فسر قوله تعالى {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله} (البقرة ٢١٠)، فقال: "المراد: إتيان آيات الله، فذكر الله لتفخيم شأن الآيات" (٢) وستأتي أمثلة من تأويله عند الحديث عن كتاب جمل الغرائب.

وفي بعض المسائل يساير بيان الحق المعتزلة أيضًا، ومنها نفي نسبة الإغفال والإضلال ونحوه إلى الله تعالى (٣).

(٥) مذهبه في الفقه

كان بيان الحق في الفقه من أتباع المذهب الحنفي. ويستعمل في مؤلفاته لفظ "عندنا"، و"عند أصحابنا"، و"مذهبنا" للأحناف، ويحتج لمذهبه، ويشير أحيانًا إلى المذهب الشافعي أيضًا (٤).

ومن أمثلة ذلك قوله في الكلام على قوله تعالى {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى} (البقرة: ١٩٦):


(١) مجموع الفتاوى ٦: ١١٩.
(٢) باهر البرهان: ٢٠٤.
(٣) باهر البرهان: ٥٠، ٨٥٥، ٤٩٢ وانظر فهرس المسائل العقدية في ص ١٨١٠.
(٤) ينظر مثلًا: جمل الغرائب: ٢٧١، ٢٧٩، ٢٨١، وإيجاز البيان: ١٣٣ وباهر البرهان: ١٨٤، ١٨٥، ٨٠٥.

<<  <   >  >>