"حجر كريم أحمر. ذكره الزبيدي في شرح (بذخشان)، وهو ممّا استدركه في ترجمة (الباذش). قال: بذخشان - ويقال له بذخش - بلدة في أعلى طخارستان، والعامة يسمّونها بلخشان ... وفي جبالها معادن البخلش واللازورد وحجر الفتيلة وغيرها اهـ.
وقال الحميري في الروض المعطار في ترجمة بلخشان (١٠١): موضع على مقربة من غزنة ... فيها معدن البلخش اهـ. وسمّاه البيروني في الجماهر (٨١) اللعل البذخشي.
قال عبد الرحيم: هو بالفارسية (بدخش) بالدال، ويبدو أن إبدال الدال لامًا تم في اللغة العربية، وهذا الإبدال جائز من الناحية الصوتية، فقد وقع في (ألماس) وأصله باليونانية (أدماس). انظر المعرب للجواليقي بتحقيقنا ص ٧٢.
والجدير بالذكر أن هذه الصيغة العربية دخلت في اللغة اللاتينية المتأخّرة بصورة balascus - بتقديم الشين التي أصبحت سينًا على الخاء التي أصبحت كافًا - ومنها balascio بالإيطالية، و balais بالفرنسية، و balas بالإنكليزية. أما balax بالأسبانية القديمة فيبدو أنها مأخوذة من العربية مباشرة". انتهت عبارة الكتاب.
ومن فوائد هذا الكتاب القيّم أنه ينبه على تحريفات وتصحيفات وقعت في المعاجم وغيرها من المصادر، وفاتت محقّقيها الأفاضل. ومن ذلك كلمة (الزرخ) وردت في كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ (ص ٢٠٥) وذكر محقّقه الدكتور قاسم السامرائي أنه كتب في هامش المخطوط: "وهو الطيهوج"، وأن دوزي فسّرها بذلك نقلًا عن نسخة لكتاب الحيوان، فعلّق على ذلك الدكتور ف. عبد الرحيم بقوله: "لم تذكره المعاجم العربية، والظاهر أنه تصحيف، والصواب (زرج) بالجيم، فبالفراسية (زرچ) بفتح الزاي، وكسر الراء، بعدها