ولذلك قال أرسطو: ليس الغرض أن نعلم فقط، وإنما الغرض أن نعلم ونعمل ونكون أخيارًا فضلاء مرتبطين بالنواميس، وقال: اقتلوا من لا دين له، وقال أفلاطون: من أراد قراءة الفلسفة فليطهر أخلاقه من الرذائل؛ فإنه لا يتعلم الفلسفة الطاهرة من كان نجسًا، كما لا يمكن أحدًا أن يرى وجهه في ماء كدر، ومرآة صدئة.
(خواص النفس النبوية)
خواص هذه النفس الشريفة تلقي الوحي والإلهام، والاتصال بالعقل الفعال، وتقويم سائر النفوس المنحرفة عن الحق، وتشديد الإنسان حتى يفعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي من أجل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي، وإكمال الفطر الناقصة بوضع السنن والوعظ والتذكير والترغيب والترهيب، والإخبار بالأشياء التي ليست في قوى النفس// الفلسفية أن تعلمها؛ لأن النفس الفلسفية إنما تتعاطى النظر في الكليات خاصة، ولذلك قال أفلاطون: «نحن عاجزون عن فهم ما جاءت به الشرائع، وإنما نعلم من ذلك قليلاً، ونجهل كثيرًا ولذلك كان أرسطو يأمرنا بالتسليم لما