للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي أفاد كل شيء الوجود، وكل موجود مفتقر إليه، مقتبس الوجود منه، فيكون قد انسلخ من النظر في الثواني التسعة والعقل الفعال. وهذه هي التي تسمى بالملائكة المقربين والكروبيين، فيكون قد انتهى باعتباره وفكره إلى الباري- تعالى- فيشرع حينئذ بالنظر في صفاته، وما يجوز أن يوصف به وما لا يجوز، وكيف انبعثت الموجودات عنه؟ وعلى أية جهة يصح أن يقال: إنه فاعلها وعلتها حتى لا يلحقه نقص؟ وكيف دبر عالم الأفلاك بتوسط الثواني والعقل الفعال في دوران الأفلاك حول الأركان الأربعة فيقع في العلم السياسي والنواميس، ولا يزال ينحدر حتى يرجع إلى الأشخاص المحسوسة التي منها بدأ بالنظر عند صعوده بالاعتبار.

فشبهت الحكماء رتبة هذا النظر والاعتبار بالدائرة؛ لأنه ينظر في الموجودات عند انحداره غير النظر الذي ينظر فيها في حين صعوده، كما يبدأ خط الدائرة من نقطة، ثم يعود إليها// على غير الجهة التي ذهب منها. ويسمى النظر الأول:

<<  <   >  >>