فهذا الكلام الذي يقوله الشيخ وينكره - وهو جديرٌ بالإنكار - , هذا كل الأشاعرة في الجملة - كما تقدم - ينفون حقيقة العلو عن الله والاستواء على العرش , والمتأخرون منهم خاصة مذهبهم في الاستواء والعلو هو مذهب الجهمية , يقولون بالحلول , أو يقولون مثل ما يقول الرازي: إنه لا داخل العالم ولا خارجه , ويتأولون النصوص , يتأولون نصوص الاستواء أو يفوضونها إذا عجزوا , يتحاشون التأويل لأنَّ فيه شناعة وبشاعة وتحريفًا، فيقولون هذه النصوص نمرها كما جاءت , يعني لا ندري معناها , وليس مقصودهم: نمرها على طريقة السلف؛ بمعنى: نجريها على ظاهرها ونؤمن بها ونثبت ما دلت عليه ولا نصرفها عن ظاهرها؛ بل هم يقولون نجريها على ظاهرها ألفاظًا ولا نتعرض لها ولا نفهمها.