تجري بمرأى منا وبكلأتنا وحفظنا يراها - سبحانه وتعالى - , ففيها إثبات الرؤية، ولكن - أيضًا - فيها إثبات العينين لله , فإذا قال المفسرون من أهل السنة تجري بأعيننا يعني بمرأى منا , تجري والله يراها = لم يكن هذا تأويلًا , مثل:" واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا "[الطور: ٤٨] يعني: وأنت بمرأى منا , كقوله:" وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين "[الشعراء: ٢١٧ - ٢١٩] , فالآية لا تحتمل إلا هذا.
أما المعنى الآخر فليس محتملًا أبدًا؛ فلا يصح أن يقال: إِنَّ ظاهرها هو المعنى الفاسد , وإن تفسيرها بالمعنى الذي قاله أهل السنة تأويل وإخراج للفظ عن ظاهره , كلا أبدًا , اللفظ لا يحتمل إلا هذا , ولكن كما قلت: إن فيها هذا المعنى وفيها إثبات العين , وإذا قال مفسروا أهل السنة " تجري بأعيننا " يعني بكلأتنا وبمرأى منا فليس هذا تفسير للعين , هذا تفسير للجملة وبيان لمضمون الكلام , ففيها إثبات العينين لله وإثبات الرؤية , والباء في قوله:" تجري بأعيننا " للمصاحبة أي بمرأى منا؛ فالباء هنا ليست سببية , وإنما للمصاحبة يعني: تجري والله يراها.