أنها مشتملة على معانٍ عظيمة , ودالة على صفات كمال , إذ لو كانت ألفاظًا مجردة لا تدل على معانٍ لما كانت حسنى.
٢ - أن الله - تعالى - يذكر هذه الأسماء متمدحًا بها , والاسم العَلَم الذي لا يدل على معنى لا مدح فيه , إنما المدح بما يتضمنه من المعاني.
٣ - ذِكْرهُ - سبحانه - للأسماء تعليلًا لأحكامه الكونية والشرعية والجزائية دليلٌ على تضمنها لمعانٍ تناسب هذه الأحكام وأنها مقتضيةٌ لها , وهذا كثير في القرآن , اقرأ قوله - تعالى -: " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم "[المائدة: ٣٨] تجده مناسبًا لما قبله من الحكم بقطع يد السارق , وبعدها:" فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم "[المائدة: ٣٩]، وقبلها:" إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم "[المائدة: ٣٤].
ولو كانت أعلامًا محضة لا تدل على معانِ لَمَا كان لهذه الأسماء مناسبة لِمَا خُتِمَت به , ولما كان هناك فرق بين ما ذُكِرَ في الآية وبين أن تقول: إن الله يتوب على من تاب، لأنه شديد العقاب! أو بدل " والله عزيز حكيم " تقول: " إن الله لطيف خبير " , فالتذييل بهذه الأسماء لِمَا ذكره الله من أحكامه الشرعية أو الكونية أو الجزائية دليل على تضمنها لمعان , وهذا الأمر - كما قال الشيخ - أوضح وأجلى من أن يحتاج إلى تطويل في البحث عن دليلٍ له.
والقاعدة التي ذكرها الشيخ -رحمه الله - راجعة إلى قضيةِ تَضَمُّنِ الأسماءِ للصفات (١) , فهي أعلام وأوصاف. أعلامٌ لدلالتها على ذات الرب ,