للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمحسن؛ قد ورد في بعض الأحاديث (١) , وهو من جنس المنعم , فالمحسن مطلقًا هو الله - تعالى - , فهو المنعم بجميع النعم، وهو المحسن إلى عباده بكل أنواع الإحسان.

وبهذا الاعتبار تكون الأسماء كثيرة جدًا فيدخل في ذلك الرفيق " إن الله رفيق " (٢)، والجميل (٣)، والمسعر: " إن الله هو المسعر، القابض،


(١) جاء ذكر المحسن في أربعة أحاديث:
الأول: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله محسنٌ يحب المحسنين ".
أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص ٥٢)، وابن عدي في الكامل (٦/ ١٣٣)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ٧٦ وَ ٧/ ٣٨).
الحديث الثاني: عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنتين، قال: " إن الله محسن، يحب الإحسان إلى كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتل ... ".
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٨٦٠٣)، وإسماعيل القاضي في جزء أحاديث أيوب (رقم ٣٦) وقال: إسناده كلهم ثقات ما عدا الحماني.
الحديث الثالث: عن ثوبان - رضي الله عنه - مرفوعًا بمثل حديث شداد.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٢٦٨٩).
الحديث الرابع: عن سمرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: " إن الله - عز وجل - محسنٌ؛ فأحسنوا ... ".
أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ٤٢٦).
وانظر: العلل لابن أبي حاتم (٤/ ٥١٨ / مسألة: ١٦٠٩)، والإرواء (٧/ ٢٩٣)، والصحيحة (٤٧٠).
وقد عدَّ (المحسن) من أسماء الله: القرطبي، وابن القيم، وابن عثيمين - رحمهم الله -.
انظر: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى (١٦٥)، والفوائد العلمية من الدروس البازية (٢/ ٢٠).
(٢) أخرجه البخاري (٦٩٢٧) وفي مواضع أُخَر، ومسلم (٢٥٩٣) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(٣) لحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر ". قال رجل: إنَّ الرجلَ يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنةً. قال: " إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس ". أخرجه مسلم في صحيحه (٩١).
وانظر لبيان معاني هذا الحديث: الفوائد، لابن قيم الجوزية (٢٦٤ وما بعدها)، وقال في (٢٧١): والمقصود: أنَّ هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين؛ فأوَّلُهُ معرفة، وآخره سلوك؛ فيعرف الله - سبحانه - بالجمال الذي لا يماثله فيه شيءٌ، ويعبد بالجمال الذي يُحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق ...

<<  <   >  >>