وجماع معنى الإلحاد في أسماء الله: الميل بها عن الحق الذي يجب اعتقاده.
والإلحاد أنواع؛ وهذا التقسيم الذي ذكره الشيخ - رحمه الله - موجود في كلام ابن القيم في البدائع (١) وغيرها.
فالنوع الأول من أنواع الإلحاد في أسماء الله - سبحانه وتعالى -: جحدها وإنكارها؛ كإلحاد الجهمية، ثم إنه يتجزأ:
١ - فالجهمية: نفوا جميع أسماء الله - ولاسيما الغلاة -؛ فبلغوا الغاية في الإلحاد فجحدوا معانيها وجعلوها أسماء لبعض مخلوقاته , وقالوا: إن إطلاقها على الله مجاز وهي أسماء لبعض مخلوقاته.
٢ - وقد يقع هذا النوع من الإلحاد في بعضها؛ كما قال الله - تعالى - عن المشركين:" وهم يكفرون بالرحمن "[الرعد: ٣٠].
والنوع الثاني من أنواع الإلحاد: نفي معانيها؛ كإلحاد المعتزلة فهم يثبتون الأسماء أعلامًا دالةً على ذات الرب، لكنهم يجحدون معانيها فيجعلونها ألفاظًا مترادفة , فعندهم أن أسماء الله أعلام محضة مترادفة لا تدل على معانٍ.
والنوع الثالث من أنواع الإلحاد: إلحادُ المُشَبِّهَةِ؛ حيث أثبتوا أسماء الله، وزعموا أنها تدل على صفاتٍ كصفات المخلوقين , وهذا باطل؛ فأسماء الله تدل على معان مختصة بالرب لا تماثل صفات المخلوقين.
والنوع الرابع من أنواع الإلحاد - كما ذكر الشيخ -: تسميته تعالى بما لم يسمِّ به نفسه؛ ومن ذلك: تسمية النصارى له (أبًا) أبوة ولادة , فسموا المسيح (ابنًا) وسموا الرب - تعالى - (أبًا) , وجعلوا الكُلَّ آلهة (الأب) و (الابن) و (روح القدس).