وهذا ناشئ من قصور العلم، وقصر النظر، وهذا الأمر ابتلينا به كثيرا في عصرنا الحاضر، وفي بعض دول العالم الإسلامي.
وأدرك أعداء الإسلام هذه الثغرة، فأقاموا بعض شعائر الإسلام الجزئية، وهدموا أصوله وأركانه.
يعاقبون المفطر في رمضان، ولكنهم لا يزيلون مظاهر الشرك، ولا يأمرون بالصلاة، فضلا عن أن يعاقبوا تاركها.
يقرأون القرآن في الإذاعة، وينقلون خطبة الجمعة في التلفزيون، ولكنهم يتحاكمون إلى شريعة الطاغوت.
ورأينا عددا من الناس يغضبون إذا رأوا شارب الدخان، وهو منكر -ولا شك-، ولكنهم لا يحركون ساكنا عندما يرون الربا، وقد ضرب في الأرض أطنابه، وينفعلون إذا خرجت امرأة سافرة عن وجهها -وهذا محرم بالكتاب والسنة- ولكنهم يتجاهلون دخول اليهود والنصارى والوثنيين إلى بلاد المسلمين، وإقامتهم بين ظهرانيهم.
ولتتضح الصورة أكثر أضرب هذا المثال:
مريض أصيب بالزائدة، فذهب إلى المستشفى مسرعا فأصابته شوكة في أصبعه، فلما وصل انشغل الطبيب بالأصبع وشوكته عن الزائدة، التي قد تنفجر بين لحظة وأخرى، فتودي بصاحبها.