إن الحكمة مطلب عزيز، وغاية سامية، ورتبة رفيعة، ينال صاحبها سمة من سمات الأنبياء والرسل، عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- ولذا فليست متاحة لكل فرد، بل هي مع بذل الأسباب وتوافر الأركان فضل من الله ونعمة، ولذا قال -سبحانه-: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}(البقرة: من الآية ٢٦٩) . وبين أنه أعطى لقمان الحكمة {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}(لقمان: من الآية ١٢) .
وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يلهم ابن عباس الحكمة، ويعلمه إياها. «اللهم علمه الحكمة»(١) . رواه البخاري. وعندما نفقه هذه الحقيقة، فإنه يتعين علينا أن نتعامل معها بما يجب أن نعمله من أسباب، ليمن الله علينا بها، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}(البقرة: من الآية ٢٦٩) .