إن الذي يعيش لقضية مصيرية يختلف عن إنسان يعيش على هامش الحياة، فعند وقوع حدث من الأحداث، أو مواجهة قضية من القضايا سنجد الفرق بين التفكيرين، لأن الأول سيربط القضية بالأهداف التي يسعى إليها، ويعالجها من خلال منظور معين، وهذا الذي يرمي إليه الشاعر، بقوله:
ومن الرجال إذا استوت أخلاقهم ... من يستشار إذا استشير فيطرق
حتى يحل بكل واد قلبه ... فيرى ويعرف ما يقول فينطق
والشاهد هنا:(حتى يحل بكل واد قلبه) .
أما الثاني فإنه يعطي الرأي، ويتخذ الموقف بناء على الظروف المحيطة به، بعيدا عن النظر في الأسباب والنتائج والآثار فهو بادي الرأي.
ولذا فإن علو الهمة، وبعد النظر، سبب من أسباب التوفيق في الرأي، والسداد فيه، وصدق الشاعر: