للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ (١).

قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ (٢)، وَمَا مَالِكٌ؟ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ (٣)، قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ (٤)، إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ (٥).

قَالَتِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ (٦)، فَمَا أَبُو زَرْعٍ؟ أَنَاسَ (٧) مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ (٨)، وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ (٩)، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي (١٠)،


(١) العماد في الأصل عمدٌ تقوم عليها البيوت، كَنَتْ بذلك عن علو حسبه وشرف نسبه. والنجاد بكسر النون: حمائل السيف. كَنَتْ به عن طول القامة، إشارة إلى أنه صاحب سيف فأشارت إلى شجاعته. والرماد كناية عن كثرة الجود المستلزم لكثرة الضيافة، المستلزمة لكثرة الرماد ودوام وقود ناره. والناد أصله النادي حذفت الياء للسجع. والنادي: الموضع الذي يجتمع فيه وجوه القوم للتشاور والتحدث. وهذا شأن الكرام يجعلون بيوتهم قريبًا من النادي تعرضًا لمن يضيفهم.
(٢) أي اسمه مالك. خير من ذلك: أي خير مما سأقوله في حقه، ففيه إيماء إلى أنه فوق ما يوصف من الجود والسماحة.
(٣) جمع مبرك، مكان بروك الإبل.
(٤) أي إبله كثيرة إذا بركت، فإذا سرحت كانت قليلة لكثرة ما منها في مباركها للأضياف، أو يتركها بجانب البيت حتى إذا نزل به الضيفان كانت حاضرة.
(٥) أي إذا سمعت الإبل صوت العود الذي يضرب أيقن أنهن منحورات للأضياف من كرمه وجوده.
(٦) كنته بذلك لكثرة زرعه، ويحتمل أنها كنته بذلك تفاؤلًا بكثرة أولاده، ويكون الزرع بمعنى الولد.
(٧) بِزِنَةِ أقام، من النوس وهو تحرك الشيء متدليًا.
(٨) المراد أنه حرك أذنيها من أجل ما حلاّهما به.
(٩) جعلني سمينة.
(١٠) المعنى: فرحني ففرحت نفسي.

<<  <   >  >>