عامر الجهني يقول: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد عَمِّه العباس، ثم قال:"يا عباس، إنه لا تكون نبوّة إلا كانت بعدها خلافة، وسيلي من ولدك في آخر الزمان سبعة عشر؛ منهم السفاح، ومنهم المنصور، ومنهم المهدي، وليس بمهدي، ومنهم الجموح، ومنهم العاقب، ومنهم الواهن من ولدك، وويلٌ لأمتي منه، كيف يعقرها ويُهلكها ويَذْهَبُ بأموالها هو وأتباعُه على غير دين الإسلام؟! فإذا بويع لِصَبيَّه، فعند الثامن عشر انقطاعُ دولتهم، وخروجُ أهل المغرب من بيوتهم".
قال الطبراني عقبه:"لا يُروى هذا الحديث عن عقبة بن عامر إلا بهذا الإسناد، تفرّد به ابنُ لهيعة".
قلت: هذا حديثٌ شديد النكارة، شبه موضوع. ولولا أنه من حديث ابن وهب عن ابن لهيعة مُصَرِّحًا بالسماع، لقلنا إنه من تخليطات ابن لهيعة. فلم يَبْقَ إلا عبد الأول هذا، وتلميذه محمد بن عبد الله بن عِرْس (ولم أجد ترجمة ابن عِرس هذا إلا عند ابن ماكولا في الإكمال: ٦/ ١٨٣ - ١٨٤)؛ فأحدهما تُلْقَى عليه تبعة هذا الحديث المنكر.
وله حديث آخر غريب؛ قال الطبراني في المعجم الأوسط (رقم ٦٤٦٥): "حدثنا محمد بن عبد الله بن عِرْس، قال: حدثنا أبو نعيم عبد الأول المُعَلِّم، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني