أتى على رجل قد استخرج مَعْدِنًا، فاشتراه بمائة شاة مُتْبِع. فأتى أُمَّه فأخبرها، فقالت: يا بُنَيّ، إن المائة ثلاثمائة: أُمّهاتها مائة، وأولادُها مائة، وكُفْأتُها مائة! فاستقاله فَأبى. فأخذه، فأذابه، فاستخرج منه ثَمَن ألف شاة. فقال له البائع: لآتينّ عليًّا، فلأثينَ بك. فأتى عليًّا، فأخبره، فقال له عليّ: ما أرى الخُمْس إلا عليك، خَمِّسِ المائة شاة".
ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث (١/ ٣٤٧ - ٣٤٨)، وفسّره بما يلي:
الكُفْأةُ، بمعنيين؛ الأول: أن تدفع إلى رجل إبلك، وتجعل له أوبارها وألبانها. تقول: أكفأته إبلي، وأعطيتُه كُفْأة إبلي، إذا فعلتَ ذلك به. والمعنى الثاني: أن تجعل إبلك قطعتين، فتُنْتِج كُلَّ عامٍ نصفًا، كما تصنع في الأرض للزراعة.
وقَوْلُ المرأة: "وكُفْأتُها مائة"، تريدُ: أن الغنم لا تُقطع قطعتين، كما يُفعل بالإبل، ولكنها يُنْزَى عليها جميعًا، وتحمل جميعًا، فتكون كُفْأتُها مائةً من الأولاد، كما تكون كُفْأةُ مائةٍ من الإبل خمسين.
وقول البائع: "لأثينّ بك"، بالثاء، بمعنى: لأشينّ بك، بالشين؛ إذا سعيتَ به إلى السلطان.
أمّا صاحب الترجمة:
فذكره ابن معين في تاريخه -برواية الدوري- (رقم ٢٣١٨)، فقال: "رجل من أهل نصيبين".