والبخاري، ومسلم، وأبي إسحاق الجوزجاني السعدي؛ وخلقٌ بعدهم، مثل: النسائي، وابن خزيمة، والترمذي، والدولابي، والعقيلي (وله مصنّفٌ مفيدٌ في معرفة الضعفاء)؛ ولأبي حاتم ابن حبان كتابٌ كبيرٌ عندي في ذلك؛ ولأبي أحمد ابن عدي كتاب الكامل، هو أكمل الكتب وأجلّها في ذلك؛ وكتابُ أبي الفتح الأزدي، وكتاب أبي محمَّد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" والضعفاء للدارقطني، والضعفاء للحاكم، وغير ذلك.
وقد ذيّل ابن طاهر المقدسي على (الكامل) لابن عدي بكتابٍ لم أره، وصنّف أبو الفرج ابن الجوزي كتابًا كبيرًا في ذلك ... ".
ثم صنّف الإمامُ الذهبيُّ كتابه (ديوان الضعفاء)، ثمّ (ذيلَ ديوان الضعفاء)، ثم ضمَّ الذيلَ إلى الأصلِ مع زياداتٍ في (المغني في الضعفاء)؛ ثم خَتَمَ ذلك بكتابه العظيم (ميزان الاعتدال في نقد الرجال)، الذي شمل فيه ما هو على شرطه مما بلغه عِلْمُه؛ حيث إن الأمر أعظم من أن يُحاطَ به كلّه، كما قال الذهبي في ذيل ديوان الضعفاء (١٥): "وهذا شيءٌ لا سبيل إلى استيعابه، وإنما هو بحسب ما عرفت".
ولجليل قَدْر (الميزان)، ولعظيم شُمُولهِ، ولكونه ثمرةَ جهودٍ متواصلة من علماء الأمّة في تمييز الضعفاء ومعرفة المجروحين، من القرون الأولى إلى عصر الإِمام الذهبي؛ جعل العلماءُ (الميزانَ)