للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الذكي الفاضل التقي، والحبر الكامل الألمعي، الشيخ فوزان بن نصر الله الحنبلي، بلَّغه الله من قصبات العلم مقاصده، ورحمه ورحم والده، غالب كتاب ((المنتهى)) قراءة بحث وتحرير وتروِّ في مواضعه المشكلة، وتدقيق في أماكنه المقفلة، قراءة كافية بلغ فيها الغاية، وانتهى فيها إلى أقصى النهاية) (١).

وقد ذكر العلماء لمباحثة الطلبة لشيوخهم وسؤالهم لهم أحوالًا وآدابًا عليهم أن يرتسموها معهم، ولا تحملهم المباسطة على الإخلال بها، فمن ذلك اغتنام أوقات فراغهم وسكون جأشهم، وأن يتقوا منهم حال الغضب والهمِّ وشغل القلب وشدة الفرح وغيره من العلل التي تغلب على العقل، ولا يسأله إذا كان حاقنًا أو جائعًا أو ناعسًا أو منصرفًا إلى حاجة له، ولا يسأله وهو في حديث حتى يتمَّه أو يقطعه، ولا يفجؤه بالسؤال حتى يؤنسه، إلى غير ذلك من الآداب التي شرحها العلماء، مما يلزم السائل في العلم أن يعرفها ويأخذ بها (٢). وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (ما سألني رجل عن مسألة إلا عرفت فقيه هو أو غير فقيه) (٣). وقال محمد بن عجلان (ت ١٤٨ هـ): ما هبت أحدًا قط هيبتي زيد بن أسلم (ت ١٣٦ هـ). وكان زيد يقول له: اذهب تعلَّم كيف تسأل ثم تعال (٤). وكذلك كان يقول إذا جاءه إنسان يسأله فخلَّط عليه (٥).


(١) السحب الوابلة (٢/ ٨١٥).
(٢) انظر: رياضة المتعلمين، ابن السّني (٢١٦ - ٢٢٥).
(٣) مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الأدب، باب من كان يستحب أن يُسأل (٢٦٩٤٢).
(٤) الجامع، ابن أبي زيد (١٤٩).
(٥) الفقيه والمتفقه، الخطيب البغدادي (٤٨٧).

<<  <   >  >>