للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مهملون لأمور هي فرض عين بالاتفاق) (١)، وقوله: (فانظر إلى مناظري زمانك اليوم كيف يسودُّ وجه أحدهم إذا اتضح الحق على لسان خصمه، وكيف يخجل به، وكيف يجهد في مجاحدته بأقصى قدرته، وكيف يذم من أفحمه طول عمره، ثم لا يستحي من تشبيه نفسه بالصحابة رضي الله عنه في تعاونهم على النظر في الحق) (٢)، وقال في موضع آخر: (والغالب أنهم يحترزون من مناظرة الفحول والاكابر؛ خوفًا من ظهور الحق على ألسنتهم، فيرغبون فيمن دونهم؛ طمعًا في ترويج الباطل عليهم) (٣).

فأما إذا ابتغى الفقيه المناظر بقوله وعمله وجه الله جل جلاله والدار الآخرة، ورجا موعود الله وما عنده من الكرامة السابغة والأجر العظيم لمن نهج طريقة الأنبياء في نشر الحق والدعوة إليه والجدال عنه، مع الإخلاص لله تعالى في ذلك فهو من ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وقد روى الدارمي (ت ٢٥٥ هـ) وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب، تعرفون في أهل السماء، وتخفون على أهل الأرض) (٤).


(١) إحياء علوم الدين (١/ ١٦٠).
(٢) إحياء علوم الدين (١/ ١٦٥).
(٣) إحياء علوم الدين (١/ ١٦٧).
(٤) سنن الدارمي، باب العمل بالعلم وحسن النية فيه (٢٦٢).

<<  <   >  >>