للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ينكر بعضهم على بعض ما يكون للواحد منهم من الهنات والتجاوزات، فإن العلم دين ونصيحة بين أهله، وإذا سكت العالم عن الزلة يراها من نظيره فمن للجاهل يخبره أنها زلة؟ ومن ذلك مقام إسحاق بن أحمد العلثي (ت ٦٣٤ هـ) في الإنكار على أبي الفرج بن الجوزي (ت ٥٩٧ هـ) في بعض كلامه في المواعظ والمقالات، حتى كتب له مرة: (وأنا وافدة الناس والعلماء والحفاظ إليك، فإما أن تنتهي عن هذه المقالات وتتوب التوبة النصوح كما تاب غيرك، وإلا كشفوا للناس أمرك، وسيَّروا ذلك في البلاد وبيَّنوا وجه الأقوال الغثة، وهذا أمر تُشُوِّر فيه وقضي بليل، والأرض لا تخلو من قائم لله بحجة)، وجاء في كلامه: (ولو كان لا ينكر من قلَّ علمه على من كثر علمه إذًا لتعطَّل الأمر بالمعروف، وصرنا كبني إسرائيل، حيث قال تعالى: {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: ١٣٤] (١).


(١) انظر رسالة العلثي إلى ابن الجوزي رحمهما الله في: الذيل على طبقات الحنابلة، ابن رجب (٣/ ٤٤٦ - ٤٥٣).

<<  <   >  >>