للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أكثر مجالس الوعظ كانت في الجوامع والمساجد، وكثيرًا ما يتفق ذلك في غيرها كالمدارس والطرقات والأسواق والمقابر والبوادي والمنازل والأربطة، وربما حصل التفريق بينها في الأسماء باعتبار اختلاف الأماكن والهيئات في بعض الأعراف والأوقات، فيسمى الذي يقرأ من حفظه واقفًا في الطرقات ونحوها قاصًّا، بينما يسمَّى الذي يكون في المسجد أو يقرأ من كتاب واعظًا أو قارئ كرسي، أو غير ذلك من الأسماء التي يصطلح عليها أهل محلة أو ناحية في زمان من الأزمنة (١).

وكان الوعظ كالعلم الذي يقرؤه الطلبة على شيوخهم، فابن الجوزي (ت ٥٩٧ هـ) لازم ابن الزاغوني (ت ٥٢٧ هـ) وعلَّق عنه الفقه والوعظ (٢)، كما قرأ الوعظ على ابن الجوزي جماعة، كالعكبري الواعظ (ت ٥٩٩ هـ) (٣)، وابن البرني (ت ٦٢٢ هـ) (٤)، وموفق الدين التانِرايا البغدادي (ت ٦٢٦ هـ) (٥).

وكان من الفقهاء من يشتهر بالوعظ حتى يكون له شبه اختصاص به،


(١) انظر في التفريق بين الواعظ والقاص وقارئ الكرسي في هذا: معيد النعم، ابن السبكي (١١٣)، وانظر في ذكر أمثلة على الوعظ في الأماكن المختلفة: منهج القصاص في الدعوة إلى الله، د. عبد الله الطويل (١٣٦)، أثر الوعظ والوعاظ في بغداد في القرن السادس الهجري، د. جهاد العلواني (٦٢).
(٢) الذيل على طبقات الحنابلة، ابن رجب (٢/ ٤٦٥).
(٣) الذيل على طبقات الحنابلة، ابن رجب (٢/ ٥٢٦).
(٤) الذيل على طبقات الحنابلة، ابن رجب (٣/ ٣١٩).
(٥) الذيل على طبقات الحنابلة، ابن رجب (٣/ ٣٦٨).

<<  <   >  >>