للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لمجالس الوعظ والتذكير ثمرات وفوائد وآثار شريفة، من أهمها ما يأتي بيانه:

١ - في مجالس الوعظ ترقيق للقلوب وتزكية للنفوس وزيادة في الإيمان، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (كان ابن رواحة رضي الله عنه يأخذ بيدي ويقول: تعال نؤمن ساعة، إن القلب أسرع تقلبًا من القدر إذا استجمعت غليانًا) (١)، وقال عون بن عبد الله (ت: بعد ١١٠ هـ): (مجالس الذكر شفاء القلوب) (٢)، وقال بشر بن منصور (ت ١٨٠ هـ): (رأيت من يأتي الفقهاء والقصاص أرق قلبًا ممن لا يأتي القصاص) (٣). وذلك أن الموعظة تذكِّر المرء بالحالة التي هو عليها من سرعة تقلب الدنيا وانقضاء أجلها، ودوام الآخرة وبقائها، وأن محله من السعادة والشقاء هنالك بقدر اعتصامه بالشريعة وصيانته لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا، والمرء لا يكون مؤمنًا إلا بالتصديق بذلك غير أن ما يتلبس به الإنسان ويعافسه من أمر الدنيا يذهله عن دوام استحضاره، وقد روي عن القاضي شريح (ت ٧٨ هـ) أنه قال يومًا لمن عنده: أرأيتم لو جاءكم ملك بوحي من السماء، حتى إذا كان بحيث يسمعكم

الصوت افترش أجنحته، ثم قال: يا أيها الناس! {لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ


(١) الزهد، ابن المبارك (٢/ ٨٢٠).
(٢) حلية الأولياء، أبو نعيم (٤/ ٢٤١).
(٣) حلية الأولياء، أبو نعيم (٦/ ٢٤١).

<<  <   >  >>