(٢) وهذا كثير في السير والأخبار، فيشتهر عن العالم توقيه المناظرة حتى يظن به النقص وما به النقص، ولكنه ليس من أهل الكلام في المحافل. قال المسعودي (ت ٣٤٦ هـ): (وكان محمد بن يزيد المبرد يحب أن يجتمع في المناظرة مع أحمد بن يحيي-يعني: ثعلب-ويستكثر منه، وكان أحمد بن يحيي يمتنع من ذلك. وأخبرنا أبو القاسم جعفر بن حمدان الموصلي الفقيه-وكان صديقهما-قال: قلت لأبي عبد الله الدينوري ختن ثعلب: لم يأبى أحمد بن يحيي الاجتماع مع المبرد؟ فقال لي: أبو العباس محمد بن يزيد حسن العبارة، حلو الإشارة، فصيح اللسان، ظاهر البيان، وأحمد بن يحيي مذهبه مذهب المعلمين، فإذا اجتمعا في محفل حكم لهذا على الظاهر إلى أن يعرف الباطن). مروج الذهب (٢/ ٥٠٠). (٣) أخبار القضاة، وكيع (١/ ٣٥٠).