للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويستعمل الشيخ والطلبة في درسهم الأدب والسمت والوقار، فإن أساء طالب نبهه الشيخ برفق، وله أن يعنفه إن استدعى الأمر ذلك. قال معاذ بن سعد الأعور: كنا عند عطاء بن أبي رباح (ت ١١٤ هـ)، فحدَّث رجل، فاعترض له رجل من القوم في حديثه، فقال عطاء: (سبحان الله! ما هذه الأخلاق؟ ما هذه الطباع؟ إني لأسمع الحديث من الرجل أنا أعلم به منه، فأريه من نفسي كأني لا أحسن منه شيئًا) (١).

أما مواعيد الدروس وعددها ومُدَّتها وأوقات العطل فهو أمر تختلف به عادات الشيوخ وشروط الواقفين (٢). وإن كان وقت الصباح بين الفجر والظهر وقتًا مستحبًّا للتعليم في أغلب الأحوال، وربما ازدحمت الدروس في الجامع أو المدرسة حتى تكاد تستوعب عامة الأوقات (٣).


(١) رياضة المتعلمين، ابن السني (٢١٠).
(٢) انظر نماذج من شروط الواقفين في ذلك في: التعليم في مصر زمن الأيوبيين والمماليك، د. عبد الغني عبد العاطي (٢٢٥).
(٣) انظر: الحركة العلمية في المدينة المنورة إبان القرن الثاني عشر الهجري، د. محمد بيومي (٢٨٠)، الحياة العلمية في الحجاز خلال العصر المملوكي، خالد الجابري (٣٣١)، الحياة الفكرية والعلمية في أقاليم الخلافة الشرقية، د. علي مفتاح (١٨٠)، مفتاح السعادة، طاش كبرى زاده (٣/ ١٧٥)، المؤسسات التعليمية في العصر العباسي الأول، د. مفتاح الرباصي (١٦٦)، دراسات في تاريخ التربية عند المسلمين، د. محمد سعد الدين (٤٤)، نشأة الكليات، جورج مقدسي (١٠٨)، وصف إفريقيا، الحسن بن محمد الوزان (٢٢٧).

<<  <   >  >>