للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لما كانت مجالس التعليم أسَّ المجالس ورأسها كانت ثمرات مجالس الفقه كلها عائدة عليها، وموصولة بسبب إليها، ومن أبرز هذه الثمرات والفوائد ما يأتي بيانه:

١ - اتصال سند الفقهاء من هذه الأمة الشريفة في ضبط العلم وتحقيقه وتلقيه عن أهله الراسخين فيه والاستيثاق من ذلك، حتى يتصل سندهم بسيدهم الذي هو منبع العلوم والفضائل كلها صلى الله عليه وسلم. وفي هذا العز الأطول والشرف الأكبر. قال ابن الجوزي (ت ٥٩٧ هـ): (أيها العالم الفقير، أيسرُّك ملك سلطان من السلاطين، وأن ما تعلمه من العلم لا تعلمه؟!) (١).

والعالم إذا لم يجلس للتعليم ويتهيَّأ له الطلبة النجبة الذين يتحملون عنه أوشك علمه أن يضيع، وقد روى الإمام مسلم (ت ٢٦١ هـ) في مقدمة صحيحه عن أبي إسحاق السبيعي (ت ١٢٧ هـ) أنه قال: (لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي رضي الله عنه قال رجل من أصحاب علي: قاتلهم الله؛ أي: علم أفسدوا؟!) (٢).

وقال الزهري (ت ١٢٤ هـ): (وأما سعيد بن المسيب (ت ٩٤ هـ) فنصب نفسه للناس فذهب ذكره كل مذهب) (٣). وقال الشافعي (ت ٢٠٤ هـ):


(١) الآداب الشرعية، ابن مفلح (١/ ٢٨٧).
(٢) صحيح مسلم، المقدمة، باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها.
(٣) المعرفة والتاريخ، الفسوي (١/ ٤٧١).

<<  <   >  >>