للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(ت ٧٨ هـ) شرطي بيده سوط (١)، وكان إبراهيم النخعي (ت ٩٦ هـ) جلوازًا له (٢).

ولما ولي الحسن (ت ١١٠ هـ) قضاء البصرة كان الناس يدنون منه حتى يضعوا أيديهم على كتفيه، فقال: ما يصلح هؤلاء الناس إلا وزعة! (٣). وقال كافور الإخشيدي (ت ٣٥٧ هـ) لبعض قضاته: (بلغني أنك تنبسط مع جلسائك، وهذا الانبساط يذهب هيبة الحكم) (٤). وقال الجصاص (ت ٣٧٠ هـ): (والقاضي ينبغي أن يكون له هيبة في نفس الخصوم، فلا ينبغي له أن يفعل ما ينافي هيبته) (٥).

وجاء وصف جماعة لا يحصون من القضاة بالهيبة والجلالة عند الخصوم وغيرهم، كقاضي المدينة سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (ت ١٢٧ هـ) الذي كان شريفًا صليبًا في الحكم يُهاب ويُتقى (٦). وعمر بن خلدة الزرقي الذي كان عفيفًا مهيبًا صارمًا، حتى قال فيه ابن أبي ذئب (ت ١٥٩ هـ): حضرت عمر بن خلدة-وكان على القضاء بالمدينة-يقول لرجل رفع إليه: اذهب يا خبيث فاسجن نفسك، فذهب الرجل وليس معه حرسي، وتبعناه ونحن صبيان حتى أتى السجَّان فسجن نفسه (٧). وقاضي بغداد إسماعيل بن إسحاق شيخ المالكية (ت ٢٨٢ هـ) الذي كان فقيهًا فهمًا عفيفًا صليبًا، تولى القضاء مرتين (٨). وقاضي مالقة محمد بن الحسن الجذامي (ت ٤٦٣ هـ) الذي كان في قضائه ماضيًا مهيبًا صليب القناة قليل المداراة في الحق لا يغضي على


(١) أخبار القضاة، وكيع (٢/ ٣٢٠).
(٢) أخبار القضاة، وكيع (٢/ ٢٧٧)، والجلواز هو الذي يتولى ضبط مجلس القاضي، وتأديب من يتطاول من الخصوم. انظر: السلطة القضائية في العصر العباسي الأول، د. حسين الكساسبة (٢٥٢)، النظام القضائي في بغداد في العصر العباسي، د. عبد الرزاق الأنباري (٣١٣).
(٣) أخبار القضاة، وكيع (٢/ ٦).
(٤) رفع الإصر عن قضاة مصر، ابن حجر (٣٢٧).
(٥) شرح أدب القاضي (٩٧).
(٦) أخبار القضاة، وكيع (١/ ١٥١).
(٧) أخبار القضاة، وكيع (١/ ١٣٢).
(٨) أخبار القضاة، وكيع (٣/ ٢٨٠).

<<  <   >  >>