الابتداء وصف في الاسم المبتدإ يرتفع به. وصفة الاسم المبتدإ أن يكون معري من العوامل الظاهرة, ومسنداً إليه شيء ومثاله: زيد منطلق, وعمرو ذاهب, والعلم حسن والجهل قبيح, فزيد ارتفع بتعريه من العوامل الظاهرة [من] نحو: إن, وكان, وظننت, وإسناد الانطلاقي, والذهاب ونحو ذلك إليه. ومن الأسماء المرتفعة المرتفعة بالابتداء الاسم الوقع بعد لولا في نحو قولك: لولا زيد لذهب عمرو. فزيد رفع بالابتداء, وخبره محذوف, كأنه قال: لولا زيد حاضر أو مقيم, ولولا هذه هي التي معناها امتناع الشيء لوجود غيره, وذلك أن ذهاب عمرو امتنع لوجود غيره. وليست لولا هذه التي معناها التحضيض (نحو قولك: لولا أعطيت زيداً, ولولا أخذت عمراً). كقوله:
(تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ... بنى ضو طري لولا الكمي المقنعا)