والحروف التي تجزم: لم، ولما، ولا في النهي، واللام في الأمر وإن التي للجزاء. أما لم فإنها تدخل على لفظ المضارع والمعنى معنى الماضي ألا ترى أنك تقول: لم يقم زيد أمس. فلو كان المعنى كاللفظ لم يجز هذا كما لا يجوز: يقوم زيد أمس. وأما لما فمثل لم في الجزم قال الله عز وجل:{وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} فجزمت [لما] كما جزمت لم. وإنما هي لم دخلت عليها ما فتغيرت بدخول ما عليها عن حال لم فوقع بعدها مثال الماضي في قولك لما جئت جئتُ، فصار بمنزلة ظرف من الزمان كأنك قلت: حين جئت جئتُ، فمن ثم جاز أن تقول: جئتُ ولما فلا تتبعها شيئاً ولا يجوز ذلك في لم، ولولا دخول ما عليها لم يجز ذلك فيها. ولا في النهي كقولك: لا تأكل ولا تقعد. واللام في الأمر كقولك: ليذهب عمرو. وفي التنزيل:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} وربما دخلت اللام على فعل المخاطب كقولك: لتقم يا زيد.