للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا تنقطع عنا فنجفوك، {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} ومثال الاستفهام: أتأتينا فنحدثك. ومثال العرض: ألا تنزل [عندنا] فتصيب خيراً. ومثال التمني: ليته عندنا فيحدثنا. فهذا الذي ينتصب بعد الفاء انتصابه بإضمار أن كأنه لما قال: لا تنقطع. فكان هذا الكلام بمنزلة: لا يكن منك انقطاع. قدر إضمار أن بعد الفاء فعطفها على مصدر الفعل المتقدم فصار التقدير: لا يكن منك انقطاع فأن نجفوك أي فجفاءٌ. فما بعد الفاء متعلق بحرف العطف بالجملة المتقدمة وإنما سماه النحويون جواباً وإن كانت جملة واحدة ولم تكن كالجزاء لمشابهته له في أن الثاني سببه الأول ألا ترى أن المعنى: إن انقطعت جفوتك. ولا يكون هذا في الموجب لو قلت: يقوم زيد فيغضب [عمرو] لم يجز ذلك إلا في الضرورة كقوله:

(سأترك منزلي لبني تميم ... وألحق بالحجاز فأستريحا)

فالمعنى: إن ألحق أسترح والتقدير على ما تقدم وإنما يكون النصب

<<  <   >  >>