للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الباب الأول ولكنها التي يقع بعدها المبتدأ كإذا، وأما كقوله: وحتى الجياد ما يقدن بأرسان

فمثال الأول: سرت حتى أدخلها، أخبرت أن السير قد كان وأن الدخول كذلك. ومن ذلك قوله عز ذكره: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} في قول من رفع. فإن قلت فقد ذكرت أن الفعل في الوجهين للحال فكيف يكون في هذا الوجه للحال وقد مضى فالقول إنه على حكاية الحال، والآية التي تلوناها تدلك على ذلك. مثال الثاني وهو أن يكون السبب قد مضى وما يؤديه الآن قولك: سرت حتى أدخلها إذا أردت أن سيرك كان فيما مضى وقد انقطع ودخولك الآن. ومن ذلك: لقد رأى مني عاما أول شيئا حتى لا استطيع أن أكلمه العام بشيء. وكذلك قوله: مرض حتى لا يرجونه، وشربت حتى يجيء البعير يجر بطنه. ولو قلت: أسرت حتى أدخلها، لم يجز إلا النصب لأنك لم تثبت سيراً. فإن قلت. أيهم سار حتى يدخلها، جاز الرفع لأن السير هاهنا مثبت، وإنما الاستفهام عن صاحب السير لا عن السير. ألا ترى أنه يقال لك في

<<  <   >  >>