قال المفسر: وهذا الذي احتج به أبو العباس لا يلزم؛ لأن الكلام في الدم المسفوح لا في مصدره، وقد يكون الشيء على وزن فإذا صرف منه فعل كان مصدر ذلك الفعل على غير لفظه، من ذلك قولهم: جنب الرجل يجنب جنبًا، إذا اشتكى جنبه فالفعل مأخوذ من الجنب، ومصدره: فعل، والجنب فعل، وكذلك: بطن الرجل يبطن بطنًا، إذا كان كثير الأكل، فالفعل مصرف من البطن وهو ساكن العين.
فأما احتجاجه بقوله في البيت:
(جرى الدميان .............. )
فلا حجة فيه أيضًا؛ لأنه حرك الميم إشعارًا بأنها في المفرد متحركة بحركة الإعراب.
وأما يد، فأصلها: يدي على وزن: فعل لا خلاف في ذلك، والدليل عليه أنهم جمعوها على: أيد، وأفعل إنما هو جمع: فعل في الأكثر].
قوله [في] الفم
قال الشارح: في الفم أربع لغات: فم وفم وفم وفم، قال الشاعر:
( ....................... ... يا ليتها قد خرجت من فمه)
وقيل: إنما شدد ضرورة.
(وهي السمانى لهذا الطائر والواحدة سماناة)
قال الشارح: وقد يكون السمانى واحدًا.
(وهي حمة العقرب يعني السم)
قال الشارح: ومنه قول ابن سيرين: (يكره الترياق إذا كان فيه الحمة)