تكون بمعنى مفعل كقولهم: أليم بمعنى مؤلم، قال جرير:
(ونرفع من صدور شمردلات ... يصك وجوهها وهج أليم)
أي: مؤلم، والخامس: أن تكون بمعنى مفعل، كقولهم: رب عقيد بمعنى معقد، والسادس: أن تكون بمعنى مفاعل المكسور العين، كقولهم: فلان جليس فلان، أي: مجالسه ونديمه، أي: منادمه، وأكيله وشريبه، أي: مؤاكله ومشاربه، قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّه كَانَ عَلَى كُلّ شَيْء حَسِيبًا}[النساء: ٨٦]، أي: محاسبًا، والسابع: أن تكون بمعنى مفعل المشدد العين المكسور، وذلك قليل، قال المخبل السعدي:
(فقلت لها فيئي إلي فإنني ... حرام وإني بعد ذاك لبيب)
قال أبو عبد الله معناه: ملبب، وكذلك قولهم: صميم بمعنى مصمم، قال الشاعر:
( ......................... ... إذا صاب أوساط العظام صميم)
أي: مصمم، والثامن: أن يكون بمعنى مفعل المشدد العين المفتوح، كقولهم: عندي غلام يخبز الغليظ والرقيق، أي: المغلظ والمرقق] فأما الرقاق فالخبز المنبسط الرقيق، وهو المرقق أيضًا، قال جرير:
(تكلفني معيشة آل زيد ... ومن لي بالمرقق والصناب)
والجردق: جمع جردقة، وهو فارسي معرب، وأصله بالفارسية: كردة، وتأويله: المدور الغليظ الذي شكله شكل دائرة، ولذلك قال أبو العباس (إذا قلت الجردق قلت والرقاق لأنهما اسمان) لأن الغليظ والرقيق صفتان والجردق والرقاق عنده اسمان، فالجردق في مقابلة الغليظ، والرقاق في مقابلة الرقيق، ومنهم من يرى