للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من غير غيم، ولا مطر قال الشاعر:

(أمن ترديع قاربة تركتم ... سباياكم وابتم بالعناق)

يوبخ قوما غزوا فغنموا، فلما انصرفوا غانمين سمعوا صوت قاربة، فتركوا غنيمتهم وفروا، والعناق هنا: الخيبة، وحكى ابن السكيت عن الأصمعي: أن القواري طبر خضر، وأهل الشام يسمونها الزراير، والقارية أيضا: الحية التي تجمع السم في شدقها، والقاربة: المرأة التي تقرأ القرآن على لغة من يسهل الهمزة، والقاربة أيضا: المرأة التي تقري الضيفان، والقاربة: الجارية التي تجمع الماء في الحوض، والقاربة، بتشديد الياء: امرأة منسوبة إلى القار، وهو الزيت.

قوله: (عندي زوجان من الحمام تعني ذكرا وأنثى وكذلك كل اثنين لا يستغني أحدهما عن صاحبه).

قال الشارح: اعلم أن الزوج واقع على الواحد والزوجين واقعان [على] الاثنين، والدليل على ذلك قوله تعالى: {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} [هود: ٤٠] ولو كان الزوج اثنين لقال: احمل فيها من كل زوجين أربعة، وقال أيضا: {خلق الزوجين الذكر والأنثى} [النجم: ٤] فالزوج: (٤٢ أ) واقع على الواحد، والزوج: واقع على الاثنين، فإذا أخبرت عنهما قلت: [عندي] زوجا حمام، ورأيت زوجي حمام، وأصلحت بين الزوجين، تعني: الرجل والمرأة، لأن كل واحد منهما يقال له: زوج، قال الله تعالى: {ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} [الأعراف: ١٧] وقد يقال للمرأة: زوجة، قال الفرزدق:

<<  <   >  >>