فالحق الفعل علامة التأنيث، والقسم الثامن من أقسام فعال: أن تكون اسما علما للمؤنث أو مما سمى به منه، وذلك مثل: قطام وحذام ورقاش، وهذا الضرب فيه خلاف، أما أهل الحجاز فيستعملونه مبنيا على حاله حال رفعه ونصبه وجره، وبنو تميم يجرون هذا بوجوه الإعراب غير أنهم لا يصرفونه فإن كان هذا النوع أخره راء كحضار اسم كوكب فإن الكل أجمعوا على بنائه.
وفعل أيضا يستعمل في كلام العرب على ثمانية أقسام: يكون اسم جنس كنغر وصرد، ويكون صفة كحطم وليد، ويكون مصدرا كهدة وتقى ويكون جمعا كغرف وظلم، وهذه الأقسام الأربعة مصروفة ويكون معدولا عن فاعل كعمر وزفر وزحل، ويكون معدولا عن فعلاء كجمع وكتع وبضع في قول بعضهم وفي قول غيره إنه معدول عن فعل الذي بوزن حمر، ويكون معدولا عن الألف واللام كأخر، وهذه الأقسام غير مصورفة للتعريف والعدل، والقسم الثامن: ما عدل في النداء على جهة المبالغة في الغدر والخبث، وكان أصله: يا فاعل فعدل إلى فعل لما ذكرناه، فقالوا: يا غدر ويا لكع ويا خبث ويا فسق، وقد مر تفسير ذلك.
قوله:(وإذا قيل لك: أدن فتغد، فقل: ما بي تغد وفي العشاء ما بي تعش، ولا تقل: ما بي غداء ولا عشاء، لأنه الطعام بعينه وإذا قيل لك: أدن فاطعم، فقل: ما بي طعم ومن الشراب ما بي شرب وإذا قيل لك أدن فكل، فقل: ما بي أكل بالفتح).
قال الشارح: التغذي والتعشي والطعم والشرب والأكل مصادر والغداء والشراب والشرب والطعام، بضم الطاء، والأكل بضم الهمزة أسماء فحق المأمور أو المندوب أن ينفي مصادر تلك الأفعال التي وقع بها، إذا قيل لك: أدن فتغد فحقك أن تقول: ما بي تغد، أي: ما بي حاجة إلى هذا الفعل الذي أمرتني به هذا الوقت، ولا تقل: ما بي غداء، ليس بمصدر، وإنما هو الطعام بعينه، وكذلك حكم الباقي.