(أبى الله إلا أن سرحة مالك ... على كل أفنان العضاه تروق)
(فقد ذهبت عوضا وما فوق طولها ... من السرح إلا عشة وسحوق)
(فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ... ولا الفيء من برد العشى تذوق)
(فهل أنا إن عللت نفسي بسرحة ... من السرح موصود على طريق)
وقوله:(وتقول للأمة إذا شتمتها: بالكاع يا غدار ويا خباث ويا فجار، بفتح أوله، وكسر آخره، وتقول للرجل: يا غدر، يا لكع، يا فسق، يا خبث)
قال الشارح: قوله يا لكاع من اللكع، وهو اللوم والحمق، ويا غدار من الغدر، وهو: ضد الوفاء، ويا خباث من الخبث، وهو: ضد الطيب، ويا فجار من الفجور، وهي الريبة والكذب، وفعال استعملته العرب على ثمانية أقسام: يكون اسما مفردا كقذال، ويكون صفة كجبان، ويكون مصدرا كذهاب، ويكون جمعا كسحاب، وهو في هذه الأقسام الأربعة مصروف ويكون اسما للفعل كنزال وتراك عدل من فعل الأمر، وهو: اترك وانزل فبني، ويكون معدولا عن المصدر كجماد وفجار، وإنما عدل للمبالغة، كما عدل اسم الفعل، ويكون صفة غالب تختص بباب النداء كلكاع وغدار، وأصله: يا لكيعة ويا غادرة عدل عن بناء صفة إلى بناء صفة للمبالغة، وإنما بني هذا الضرب والضرب الذي قبله من المعدول عن المصدر كما بني اسم الفعل، لأن الصفة والمصدر في الدلالة على الفعل بمنزلة اسم الفعل فقد أشبه هذان الضربان اسم الفعل لفظا وتقديرا فبنيا كبنائه فبنيا على حركة، لالتقاء الساكنين وخصا بالكسرة، لأن هذا الضرب يختص معناه بالمؤنث، والكسرة من علامة التأنيث والذي يدل على كونها للمؤنث قول الشاعر:
(ولنعم حشو الدرع أنت إذا ... دعيت نزال ولج في الذعر)