ومثله الجمل، الآن هذه شبه الجمل، (زيد عندك)، و (زيد في الدار) شبه جملة، متعلق بمحذوف كائن أو مستقر، والجمل الفعل والفاعل والمبتدأ والخبر.
"نحو قولك: (زيد في الدار) و (زيد عندك) و (زيد قام أبوه) ".
(زيد قام أبوه) قام: فعل ماض، وأبوه: فاعل، والجملة من الفعل والفاعل خبر زيد.
"وزيد جاريته ذاهبة".
وزيد جاريته ذاهبة، زيد: مبتدأ، جاريته: مبتدأ ثاني، وذاهبة: خبر ثاني، والجملة خبر المبتدأ الأول، وأظن هذه الطريقة لا بأس به، ماشية باختصار ماشي, جيد؟ لو أخذنا كل بابين جميع إلى النهاية ننتهي في نهاية الفصل -إن شاء الله تعالى-.
ما الفرق بين الخبر والصفة؟
الآن لو قلت:(زيد في الدار) أو (رجل في الدار) ماذا تقول؟ رجل يجي؟ يجوز؟ الابتداء بالنكرة ما لم تفد؟ لكن إذا قلت:(رجل في الدار)، يعني كائن في الدار فهو نكرة محتاج إلى وصف أولى من حاجته إلى خبر، فرق من حيث الإعراب، المعرفة يحتاج إلى خبر، النكرة حاجته إلى الوصف أولى، اللفظ واحد.
"باب العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر".
العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر، لما أنهى الكلام على المبتدأ والخبر، وأنهما مرفوعان، حكمهما الرفع، العامل في المبتدأ معنوي الابتداء، والعامل في الخبر المبتدأ عامله لفظي، ذكر العوامل، والمقصود بها العوامل اللفظية التي تدخل على المبتدأ والخبر، وتسمى النواسخ؛ لأنها تنسخ حكم المبتدأ والخبر، فمنها ما ينسخ حكم المبتدأ، ومنها ما ينسخ حكم الخبر، ومنها ما ينسخ حكم المبتدأ والخبر، فالذي ينسخ حكم المبتدأ من الرفع إلى النصب؛ لأن النسخ هو التغيير، الذي يغير حكم المبتدأ من النصب إلى الرفع (إنّ) وأخواتها، والذي ينسخ يعني يغير حكم من الرفع إلى النصب هي (كان) وأخواتها، والذي ينسخ حكم المبتدأ والخبر معاً (ظنّ) وأخواتها.
"وهي كان وأخواتها".
هي نواسخ، لأن النسخ في اللغة بمعنى التغيير والإزالة، فغيرت وأزالت حكم المبتدأ فقط، أو حكم الخبر فقط، أو حكمهما معاً من الرفع إلى النصب، وهي (كان) وأخواتها، لماذا اختيرت (كان) دون غيرها من الأخوات؟ لماذا لا يقال:(ليس) وأخواتها؟