المقصود أنه لا بد أن يكون عالماً بما يحيل المعاني، أما إذا كان لا يعرف ما يحيل المعاني فمثل هذا لا يجوز له أن يتصرف في لفظ الحديث، وأما القول بالجواز فالدواعي له ماسة، ما كل الناس يستطيع أن يستحضر اللفظ على ما حفظ، ويؤدي كما سمع، لا، ما كل الناس يستطيع ذلك، وشواهد الأحوال من كتب السنة بما في ذلك الصحيحان يشهد للقول بالجواز، القصة الواحدة تروى في الكتاب الواحد في أكثر من موضع على أكثر من وجه، دليل على أنهم يقولون بالرواية بالمعنى، وأما إلزام الرواة بأداء اللفظ هذا يؤدي إلى تعطيل السنن، واللفظ غير متعبد به، هذا الأصل، فيجوز روايته بالمعنى، أما إذا كان متعبداً به، فلا يجوز تغييره ولا روايته بالمعنى، ولذا رد النبي -عليه الصلاة والسلام- على البراء في حديث النوم، "ورسولك الذي أرسلت" قال: لا ((ونبيك الذي أرسلت)).
طالب:. . . . . . . . .
على كل حال في الامتحان يغتفر ما لا يغتفر في غيره، يعني الطالب في الامتحان من حرصه على الدرجة لو ألزم باللفظ أو الطالب في مستواه المتدني ولا تنطبق عليه شروط الرواية بالمعنى لو منع من الاستدلال ما نجح أحد، فالطالب يحرص على أن يكسب الدرجات، والمعلم يزن ما يكتبه الطالب بالميزان الدقيق -إن شاء الله تعالى-، فالمعلم يصحح للطالب، وإذا صحح للطالب -بإذن الله- لن يتكرر عليه الخطأ، مجال التعليم أوسع على أن يعود الطلاب ألا يجزموا بما يقولون، فإذا قال الطالب: لعل المراد كذا، أو لعل الدليل كذا، أو ما معناه كذا، أو كما قال، يعودون على هذا.
امرأة تقول: أنها رضعت مع والدي دون علم الزمن، فهل تعتبر أخت له من الرضاعة؟