وأنبه إلى أن العناية بالشراح المتقدمين أولى من قراءة كلام المتأخرين، وإن كان كلام المتأخرين فيه وضوح، لكن المتقدمين ينبهون على قواعد وضوابط لا يلتفت إليها المتأخرون، قد يقول قائل:(التحفة السنية) يعتني بها كثير من طلاب العلم؛ لكن قارن التحفة السنية مرة في العمر، قارن بين التحفة السنية وشرح العشماوي مثلاً، وما يذكره من قواعد وضوابط يمكن ما تمرّ عليك عمرك كله، شرح الأزهري شرح واضح ومتين وطيب، الكفراوي فيه ميزة لا توجد في غيره، وهو أنه عنده جلد غريب على الإعراب، بمعنى أنه لا ينتهي الطالب من قراءته، إن صبر على قراءته وإلا فهو ممل، إن صبر الطالب على قراءته لا ينتهي منه إلا وقد أوتي ملكةً إعرابية، لكن على طالب العلم أن يصبر، فلا شك أن الكتاب معتنىً به من المتقدمين والمتأخرين، وهناك شروح كثيرة جداً يعني ما يمكن حصرها، شروح للمتقدمين، وشروح أيضاً للمعاصرين الموجودين الآن، فأقول: على طالب العلم أن يعنى بالشروح المتقدمة ويكثر من التطبيق عليها، ويختبر عمله بإعراب القرآن.
يقول: يوجد كتاب اسمه (المنظومة البهية في نظم الأجرومية) هل حفظ النظم في هذا الكتاب أم حفظ متن الأجرومية؟
حفظ المتن هو الأصل، ثم بعد ذلكم إن أراد أن يحفظ نظمه لا بأس.
يقول: هذا أنا طالب علم مبتدي وبدايتي بالقرآن والحديث، ولكني متعود على العامية حتى في قراءة القرآن؟
العلم بالتعلم، وبالإمكان أن يدرك الإنسان ولو كان كبير السن، وصالح بن كيسان يعد من كبار الآخذين عن الزهري، وقد بدأ التعلم وهو كبير، حتى قيل في ترجمته أنه بدأ في طلب العلم وهو عمره تسعين سنة، فلا ييأس الإنسان ولو كان كبيراً أن يبدأ التعلم من جديد بالمتون الميسرة السهلة، ثم بعد ذلك إلى ما فوقها، وبالمناسبة حضر عندنا طالب كبير السن، وهو من الأعراب الذين يصعب عليهم التعلم حضر الآجرومية منذ زمن وحضر الرحبية، ويقول: أنه حضر القطر عند بعض المشايخ، وحضر الألفية، وقلت له: ماذا صنع الله بك؟ قال: حفظنا الأجرومية والقطر والألفية وما بقي إلا الزرادية.