النحو: علم بقواعد والمتأخرون يسمونه القواعد، كتاب القواعد، المادة: قواعد، يسوغ وإلا ما يسوغ؟ صحيح هو علم بقواعد، وهو علم بقوانين، كما أن الأصول علم بقواعد وعلم بقوانين، والمصطلح علم بقواعد وعلم بقوانين، تخصيص القواعد بالنحو فيه ما فيه، يعني كل العلوم الآلة التأصيلية قواعد، هذه تسمية محدثة، فينبغي أن يعاد إلى التسمية الأصلية فيقال: النحو: علم بقواعد يعرف بها ما يعرض للكلمة من تغيير وعدمه من إعرابٍ وبناء، هذا العلم المهم قلنا: أن من قرأ هذا الكتاب، وقرأ عليه الشروح، وسمع شروح أهل العلم المسجلة عليه وحضر الدروس يستفيد منه، وهذه المقدمة المباركة فيها من دقائق العلم ما يخفى على من درج في التعليم النظامي كله، يعني من أولى ابتدائي إلى أن يتخرج من الجامعة قد يخفى عليه بعض ما في هذه المقدمة، على صغر حجمها، وهذه المقدمة فيها النفس الكوفي؛ لأنكم تعلمون أن مدارس النحو اثنتان، بصرية وكوفية، والمرجح عند الجمهور مذهب البصريين، وفي المقدمة هذه نفس الكوفيين، ويأتي التنبيه على ذلك في مواضعه. اقرأ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: "الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع، وأقسامه ثلاثة"