وأيضاً وثيقة الصلح بين النبي -عليه الصلاة والسلام- وبين اليهود في آخرها:"وكتب علي بن أبو طالب" فأبطلها الحافظ ابن كثير من وجوه، وهذا منها في التاريخ، مع الأسف أنه يوجد في تفسير ابن كثير في الطبعات الموجودة المتداولة وكتب:"علي بن أبي طالب" على الجادة، الحافظ ابن كثير يريد أن يضعف النسبة بهذا اللحن، فالذين طبعوا الكتاب صححوا اللحن، هذا لا يسوغ، ومثله من طبع التاريخ، هذا لا يسوغ، كيف تبطل النسبة؟ يريد الحافظ ابن كثير أن يبطل النسبة بهذا اللحن ونصحح اللحن؟ المقصود أن هذا العلم ليس بحاجة إلى بيان، بل مزيد بيان عن فضله وحاجة طالب العلم إليه، قد يكون طالب العلم مكثر من القراءة في هذا الفن ومن الحفظ ومعرفة القواعد، وضابط لقواعد هذا الفن؛ لكن إذا قرأ لحن، والعكس، قد يوجد من لا يعرف من القواعد إلا الشيء اليسير ومع ذلكم لا يلحن إذا قرأ، ومردّ ذلك المران، فالذي يقرأ على الشيوخ الضابطين المتقنين يندر أن يلحن؛ لأنهم يصححون، والذي يقرأ ويهاب القراءة عليهم يستمر يلحن، ولو ضبط القواعد.
سبب التسمية في النحو قول علي -رضي الله عنه-: "أنحُ نحو هذا" والنحو يطلق ويراد به القصد أو الجهة (ذهب زيد نحو المسجد) يعني قصد المسجد وجهة المسجد، يطلق ويراد به المقدار (عندي نحو ألف ريال) يعني مقدار ألف ريال، يطلق ويراد به الشبه والمثيل، (زيد نحو عمرٍ) يعني شبيه له ومثيل له.
ولا يخفى عليكم الفرق بين نحو ومثل، وإن قالوا: أن النحو يطلق ويراد به الشبيه والمثيل، إلا أن أهل الاصطلاح -أعني أهل الحديث- يفرقون بين: رواه فلان بنحوه، أو بمثله، بنحوه يعني بمعناه، وبمثله بحروفه، مثل:((من توضأ نحو وضوئي هذا)).