للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) ، ولم يصح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه أمر ابن مسعود بترك هذه الزيادة، بل قد ورد أحاديث أصح إسناداً تزيد في التنزيه؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفَخِهِ وَنَفَثِهِ» (١٩) . والأصل في ذلك كلِّه أن القارئ إذا أتى بمطلق ما يفيد الاستعاذة صحَّ ذلك منه، والله أعلم (٢٠) .

[س٨: ... هل الاستعاذة من القرآن؟]

ج٨: ليست الاستعاذة من القرآن بالإجماع.

س٩: ... عرّف البسملة.

ج٩: البسملة مصدرٌ منحوتٌ، دالٌّ على عدة كلمات، ومعناها أن يقول القائل: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، وشبه ذلك كثير في اللغة، كالحوقلة، إذا قال: لا حول ولا قوة إلا


(١٩) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، برقم (٧٧٥) . والترمذيُّ؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقول عند استفتاح الصلاة، برقم (٢٤٢) ، عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه. قال الترمذيُّ: وحديث أبي سعيد رضي الله عنه أشهر حديث في هذا الباب. اهـ. وصحَّحه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (٧٠١) .
(٢٠) قد أشار الإمام الشاطبي رحمه الله إلى صيغ الاستعاذة الجائزة، في منظومته: «حرز الأماني ووجه التهاني» - المشتهرة بالمنظومة «الشاطبية» - بقوله:
إِذَا مَا أَرَدتَّ الدَّهْرَ تَقْرَأُ فَاسْتَعِذْ ... ... ... ... ... ... جِهَارًا مِنَ الشَّيْطَانِ بِاللهِ مُسْجَلا
عَلَى مَا أَتَى فِي النَّحْلِ يُسْرًا وَإِنْ تَزِدْ
... ... ... ... ... ... لِرَبِّكَ تَنْزِيهًا فَلَسْتَ مُجَهَّلا
وِقَدْ ذَكَرُوا لَفْظَ الرَّسُولِ فَلَمْ يَزِدْ
... ... ... ... ... ... وَلَوْ صَحَّ هَذَا النَّقْلُ لَمْ يُبْقِ مُجْمَلا
انظر: تفصيل ذلك في (شرح الشاطبية في القراءات السبع) للشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله ص (٤٣) .

<<  <   >  >>