للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله كما في حديث العرباض بن سارية (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ). (١)

وكذلك أمره بالاقتداء بأبي بكر وعمر كما في حديث حذيفة

أنه قال: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر). (٢)

فاذا كان عمر على ما يدعي الرافضي من العمل بالرأي،

واطراح السنة، وأنه أول من غير وبدل، لزم من هذا أن يكون النبي غاشاً لأمته غير ناصح لها بأمره باتباع سنة عمر والاقتداء به،

ولا يمكن للخصم أن يدعي أن ذلك التغيير من عمر حصل بعد وفاة النبي فلم يكن معلوماً له عند النطق بتلك الأحاديث وذلك لسببين.

الأول: أن الرافضي ذكر في كلامه أن معارضة عمر للسنة كانت في حياة النبي ، وزعم أنه عارض النبي في أكثر من مناسبة.

الثاني: أن الرسول لا يشرع من عند نفسه، وإنما هو مبلغ عن ربه ﴿وما ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحي يوحى﴾ (٣)، فلو كان حال عمر خفي على النبي ، أفكان يخفى على رب العالمين!! فلما جاء الأمر بالاقتداء بعمر ممن لا ينطق عن الهوى، علمنا أن عمر كان على الحق والهدى، على رغم أنف هذا الرافضي الحاقد.

الوجه الثالث: أن عمر شهد له الصحابة الذين لا يخافون في الله لومة لائم، أنه كان يعمل فيهم بكتاب الله وسنة نبيه وما كان عليه أبو بكر في خلافته، فقد روى ابن أبي شيبة في خبر مقتل عمر وفيه أن الصحابة اجتمعوا إلى عمر بعد طعنه فقالوا له:

(جزاك الله خيراً قد كنت تعمل فينا بكتاب الله، وتتبع سنة صاحبيك لا تعدل عنها إلى غيرها، جزاك الله أحسن الجزاء). (٤)


(١) تقدم تخريجه ص ٥٦٠.
(٢) تقدم تخريجه ص ٥٦٠.
(٣) سورة النجم ٣ - ٤.
(٤) المصنف لابن أبي شيبة ٧/ ٤٤٠.

<<  <   >  >>