إلى تلك البئر وقد تغير ماؤها كأنه ماء الحناء قال فنزح ماؤها ثم انتهى إلى الصخرة فاقتلعها فإذا تحتها كربة وفي الكربة وتر فيه إحدى عشرة عقدة فأتوا به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنزلت هاتان السورتان قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس هما إحدى عشرة آية فكلما قرأ آية انحلت عقدة فلما حل العقد قام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكأنما نشط من عقال قال وأحرق الوتر قال وأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتعوذ بهما وكان لبي يأتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما ذاكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا رؤى في وجهه شيء فهذه جملة دالة على تحقيق أمر الرؤيا وثبتها في أخبار كثيرة يطول الكتاب بذكرها
(قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) لما رأيت العلوم تتنوع أنواعا منها ما ينفع في الدنيا دون الدين ومنها ما ينفع فيهما جميعا وكان علم الرؤيا من العلوم النافعة دينا استخرت الله في جمع صدر منه سالكا نهج الاختصار مستعينا الله في إتمامه على ما هو أرضى لديه وأحب إليه ومستعيذا به من وباله وفتنته والله تعالى ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل
(قال الأستاذ أبو سعيد) يحتاج الإنسان إلى إقامة آداب لتكون رؤياه أقرب إلى الصحة فمنها أن يتعود الصدق في أقواله لما روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا