إن كان مشتريه رجلاً ناله هم وإن اشترته امرأة أصاب سلطاناً أو عزا وكرامة وكل ما كان ثمنه أكثر كان أكرم وإنّما قلنا إن البيع في الرؤيا يقتضي إكرام المبيع لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام {وَقَالَ الذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرِ لامْرَأتِهِ أكْرِمي مَثْواه} وكل ما كان شراً للبائع كان خيراً للمبتاع وما كان خيراَ للبائع فهو شر للمبتاع وقيل إن البيع زوال ملك والبائع مشتر والمشتري بائع والبيع ايثار على المبيع فإن باع ما يدل على الدنيا آثر الآخرة عليها وإن باع ما يدل على الآخرة آثر الدنيا عليها وإلا استبدل حالاً بحال على قدر المبيع والثمن وبيع الحرّ ذلته وحشن عاقبته لقصة يوسف عليه السلام
(وأما الرهن) فمن رأى كأنّه رهينة في موضع فإن رؤياه تدل على أنّه اكتسب ذنوباً كثيرة لقوله تعالى {كل نَفْس بمَا كَسبَتْ رَهِينَة} وقيل إنَّ المرهون مأمور فإن رأى كأنه رهن عنده رهن فإنه يظلم في شئ ويبخس حقه ثم يصل إلى حقه بسبب الراهن الذي رهن عنده الرهن والمرهون مأسور بذنب أو دين عند المرتهن وكذلك الراهن حتى يفك رهنه