الذي ضحك لما مات ابنه خشية من اعتراضه على القدر، نعم بعض الناس يروض نفسه على تمام الرضا، وحينئذ يستوي عنده حصول المصيبة وعدمها، يستويان، بل بعضهم يفضل حصول المصيبة، لماذا؟ لأنها تحت خطاياه، وأما ما يرجى من وراء هذا الذي أصيب به من أمور الدنيا، لا قيمة له عند هؤلاء، ولذلك يقول هنا -كلام دقيق- يقول:"والمعنى الذي حمله على التغليط موجود في المسترقي؛ لأنه اعتل بأن الذي لا يطلب من غيره أن يرقيه تام التوكل": الذي لا يطلب وإن رقي، لكن قد يكون ميله إلى الراقي أشد من ميل من يطلب الرقية، هذا بالنسبة للقلب، والتوكل إنما هو عمل قلبي، التوكل عمل قلبي، يستروح ويشرئب، ويستشرف أن يأتي أحداً من الصالحين فيرقيه لكنه لا يطلب، منطوق الحديث يدل على أنه داخل في السبعين الألف، وأقل الأحوال أنه جاهد نفسه، لكن يبقى أن ما غلط به شيخ الإسلام من تمام التوكل مخدوش بأن بعض من لا يسترقي يميل إلى الراقي، بعضهم أشد من ميل من يسترقي، بعضهم يقول: ارقني، إذا لم يرقه ما صار في نفسه شيء، وبعضهم يستروح ويميل إلى هذا الشخص، وإذا دخل عليه وزاره وهو مريض ثم خرج ولم يرقه حمل في نفسه عليه، وهو ما طلب رقية، أيهما أشد؟ يعني هذا قال له: أرقني جزاك الله خيراً، وإذا لم يرقه ما صار في نفسه عليه شيء، والثاني ما قال: ارقني بصريح اللفظ، لكن استشرف إلى هذه الرقية ثم لما لم تحصل حصل في نفسه عليه شيء، نعم هذه أمور قلبية، والناس إنما يتعاملون مع الظاهر، والسرائر موكولة إلى الله -جل وعلا-.
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
لاشك، لكن هذه الأمور المنصوص عليها، هذه المنصوص عليها، وإن كانت غير منافية للتوكل، إلا أن تركها من تمام التوكل، يعني قدر زائد على الواجب من التوكل، ولذلك استحق من يتصف بها دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
هو لماذا طلب، هو يباشر سبباً، ولا بد أن يعتقد أن الشافي هو الله تعالى، ون الرقية سبب، لا بد أن يعتقد الراقي والمرقي أن الرقية سبب، وأن الشفاء بيد الله تعالى، هذا لا بد منه، لكن لو مال إليه ورأى أو ظن أو توهم أن الشفاء بيده هذا أمر عظيم، هذا أمره عظيم.