"الحادية والعشرون: أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين": لأنهم وقعوا في الشرك، وحرفوا وبدلوا، فدينهم غير صحيح، فدينهم غير صحيح وإن كان في الأصل مبني على كتاب منزل، مبني على كتاب منزل، لكن لما حصل التحريف والتغيير والتبديل صار غير صحيح، فهو كدين المشركين، فسنة أهل الكتاب كسنة المشركين، ودينهم كدين المشركين؛ لأنه وقع فيهم الشرك وكفروا بالله -جل وعلا-.
"الثانية والعشرون: أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يُؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات": يعني إنسان اعتاد أموراً، لكنه تاب منها، لا بد أن يبقى في قلبه منها شيء، لا بد أن يبقى في قلبه منها شيء.
والأشعري -أبو الحسن- لما تاب من مذهب الاعتزال، بقي في أقواله بعد التوبة وفيما يقرره بعد ذلك، وبعد ما أن كان على مذهب المعتزلة ثم قال: إنه يقتدي بالإمام أحمد بقيت رواسب، ولذا في بعض أقواله ما قال فيها أهل العلم أنه من تأثره بمذهب المعتزلة.
الآن طالب العلم الذي يتفقه على مذهب معين، ثم بعد ذلك يترقى به الحال حتى يصير مجتهداً متبعاً للنصوص، لا بد أن يكون لهذا المذهب عليه أثر شاء أم لم يشأ، لا بد أن يكون عليه أثر، سواءً كان بقصد أو من غير قصد.
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
تبقى يعني الأصول المشتركة بينه وبين المذهب القديم الذي درسه في أول أمره.
"أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يُؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات؛ لقولهم: ونحن حدثاء عهد بكفر": يعني هم أسلموا ودخلوا في دين الله، وشهدوا أن لا إله إلا الله، ومع ذلك بقيت معهم هذه البقية التي هي في الأصل متلقاة من دينهم السابق.