"التاسعة عشرة: أن كل ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن فإنه قاله لنا": يعني موجه إلينا، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} [(١١١) سورة يوسف]، يعني القوم مضوا وانتهوا، يعني ما الفائدة أن يُتحدث عن عاد وثمود وقوم نوح، وغيرهم من الأمم التي عذبت بكفرها، ما الفائدة؟
مضى القوم، ولم يرد به سوانا، نحن المخاطبون بهذا، ولا بد أن تكون هذه القصص فيها عبرة لنا.
"العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر": يعني ما باشروا الفعل بأنفسهم، يعني أعجبهم هذا التعليق، وأعجبهم هذا المنظر، فما باشروا عمدوا إلى شجر وعلقوا بها أسلحتهم وعكفوا عليها، لا، طلبوا الإذن من النبي -عليه الصلاة والسلام- وطلبوا أمره، وانتظروه واستأذنوه فقال لهم ما قال.
"أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر، فصار فيه التنبيه على مسائل القبر": يعني المسائل التي يسأل فيها الميت: من ربك، ومن نبيك، وما دينك؟.
" أما من ربك فواضح": من أين واضح؟ أما من ربك فواضح؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني مرتبط بهذا الباب، وين؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني إذا كانوا يعتقدون النفع والضر بهذه الشجرة، وأن الأسلحة المعلقة بهذه السدرة، يعني حصل فيها أثر، حصل فيها أثر من هذه البركة التي في هذه الشجرة، فإنكار النبي -عليه الصلاة والسلام- من طلب نظير هذه الشجرة؛ لأنه لا نافع ولا ضار إلا الله وحده -سبحانه وتعالى-.
"وأما من نبيك، فمن إخباره بأنباء الغيب": ((لتتبعن)): ما يلزم أن يكون اليوم ولا بعد غد، ولا بعد سنة، إنما لا بد أن يقع.
وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بأمور وقعت، فهذا علم من أعلام نبوته -عليه الصلاة والسلام- ودليل على النبوة.
"وأما ما دينك فمن قولهم: {اجْعَل لَّنَا} إلى آخره": {اجْعَل لَّنَا} فيه دليل على أن الدين الحق هو الإسلام، على أن الدين الحق هو الإسلام، الذي ليس فيه تبرك لا بشجر، ولا فيه تعلق بحجر، ولا غير ذلك.
شوفوا المسائل الآن التي يستنبطها الشيخ -رحمة الله عليه- في غاية الدقة، وقد لا يلوح لبعض القراء، أو لبعض الشراح الرابط بين هذه المسائل، أو بعض المسائل مع ما تقدم في الباب.