"الخامسة عشر: النهي عن التشبه بأهل الجاهلية": هؤلاء الكفار لهم شجرة يقال لها: ذات أنواط، فنهاهم النبي -عليه الصلاة والسلام- وأنكر عليهم طلبهم الشجرة التي يعلقون عليها، فهذا لو لم يكن فيه إلا التشبه.
"السادسة عشرة: الغضب عند التعليم": الأصل أن الجاهل يرفق به عند التعليم، لكن هناك أمور عظيمة تثير الغيرة عند المسلم، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- حينما كبر وقال:((إنها السنن، قلتم .. )) إلى آخره بالأشياء الثلاثة، دل على أنه غضب عليهم من خلال طلبهم، الغضب عند التعليم، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
إيش هو؟
طالب:. . . . . . . . .
هو قد يغضب على المجموع بسبب واحد، قد يغضب على المجموع بسبب واحد، باعتبار أن هذا واحد من هذه المجموعة، يعني في المعاملة في الظاهر، أما الباطن فعلى نياتهم، لكن يبقى أن هؤلاء صدر منهم ما صدر ولو من بعضهم أن بعضهم فعل وباشر، وبعضهم سكت وما أنكر، وبعضهم وافق في الظاهر، وبعضهم وافق في الباطن، ما يدرى، المهم أن الغضب يتجه إلى المجموعة.
الأصل في التعليم أن يكون بالرفق؛ لأنه أدعى إلى القبول، لكن قد يطرأ ما يقتضي هذا الغضب.
"السابعة عشرة: القاعدة الكلية، لقوله:((إنها السنن)) ": يعني السنن الإلهية التي لا تتغير، ولا تتبدل، ولكل قوم وارث؛ لأنه كثيراً ما يقال: المفترض أننا ما نقرأ في كتب العقيدة التي ألفها المتقدمون، معتزلة وجهمية، ما فينا معتزلة ولا جهمية، لا، في معتزلة، وفي جهمية، وفيهم طوائف أخرى نظيرة لما انقرض، حتى بعض الطوائف التي قيل عنها: إنها انقرضت منذ مئات السنين يوجد لها وارث، ويوجد من يبعث قولها من جديد.
"الثامنة عشرة: أن هذا عَلم من أعلام النبوة، لكونه وقع كما أخبر": ((لتتبعن سنن من كان قبلكم)) يعني وجد من يتشبه باليهود والنصارى ويقلدهم حتى في عباداتهم، فضلاً عن عاداتهم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((من تشبه بقوم فهو منهم)).