"الرابعة عشرة: سد الذرائع": سد الذرائع يعني الموصلة إلى الشرك، فمجرد اتخاذ شجرة ليعلق عليها السلاح ليعلق عليها السلاح، يعني لو أنت كنت في سفر ونزلت لترتاح فوجدت شجرة فخلعت ثيابك وعلقتها عليها، فيه إشكال؟ فيه إشكال؟ ما فيه إشكال، مجرد التعليق ما فيه إشكال، لكنها ذريعة لا سيما أنهم طلبوها بعدما رأوا المشركين يعلقون على السدرة ويسمونها ذات أنواط، فلما كان طلبهم بعد رؤية المشركين خيف عليهم أن يشركوا، لكن لو لم يروا المشركين، وقالوا: بدلاً من أن نلقي أسلحتنا على الأرض نعلقها على هذه الشجرة كما يعلق الإنسان ثيابه ما في إشكال، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
نقول إيش هنا؟
طالب:. . . . . . . . .
"وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها".
طالب:. . . . . . . . .
كأنهم رأوها، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
المقصود أنهم استحضروا هذا الفعل، سواءً رأوه في الحال أو كان معلوماً عندهم من السابق.
"الرابعة عشرة: سد الذرائع، الخامسة عشرة: النهي عن التشبه": سد الذرائع، أقول: مسألة سد الذرائع مسألة كبرى في العلم والدين؛ لأن كثيراً من المحرمات قد لا تكون بذاتها، وإنما منعت لغيرها، {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [(١٠٨) سورة الأنعام]، يعني لا تتعرضوا لأن يسب، أو تتسببوا في أن يسب الله -جل وعلا-، فمنع سب الآلهة، وإن كان في الأصل مطلوباً، وإن كان في الأصل مطلوباً لكنه خشية أن يسب الله -جل وعلا- منع من سبهم سداً للذريعة، وهذا مسائل كثيرة في جميع أبواب الدين يمنع بعض الأشياء لا لذاته وإنما يمنع لغيره.
ومع الأسف أنه يوجد من يكتب الآن في هذه المسألة وأننا ضيقنا على أنفسنا وأكثرنا من سد الذرائع، والأصل أن المحرمات قليلة، وأن الله أباح لنا ما في الأرض جميعاً، ونحن نضيق على أنفسنا بما نسميه سد الذرائع حتى كتب بعضهم بفتح الذرائع، نسأل الله العافية.