"مع دقته وخفائه على أولئك": هم يفهمون ويعرفون معنى لا إله إلا الله، لكن هذا الأمر التبس عليهم، وخفي عليهم.
"العاشرة: أنه حلف على الفتيا: ((الذي نفسي بيده)) وهو لا يحلف إلا لمصلحة": وهو لا يحلف إلا لأمر مهم، فلا يُحلف على الأمور التافهة؛ {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ} [(٢٢٤) سورة البقرة]، وإنما الأمور المهمة يحلف عليها ولو من غير طلب ولا استحلاف، وهذا ثبت في أكثر من ثمانين حديث كما قال ابن القيم -رحمه الله-.
"الحادية عشرة: أن الشرك فيه أكبر وأصغر": وقد قسم أهل العلم الشرك إلى أكبر وأصغر، واكتفى بعضهم بهذا التقسيم، وبعضهم أضاف قسماً ثالثاً وهو الخفي -أكبر وأصغر وخفي- ومنهم من يقول: إن الخفي وصف للشرك، فالأكبر فيه الجلي وفيه الخفي، والأصغر فيه الخفي وفيه الجلي، فيكون التقسيم باعتبارات، منه الأكبر ومنه الأصغر، ومنه الجلي، ومنه الخفي.
"الحادية عشرة: أن الشرك فيه أكبر وأصغر؛ لأنهم لم يرتدوا بهذا": ولذا ما طلبهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بأن يدخلوا في الإسلام من جديد، يعني ما حكم عليهم بالردة، فدل على أنه شرك أصغر.
"الثانية عشرة: قوله: "ونحن حدثاء عهد بكفر" فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك": وأن هذا الطلب من الحدثاء فقط من مسلمة الفتح، لا من جميع الصحابة الذين خرجوا مع النبي -عليه الصلاة والسلام- ممن أسلم قبل ذلك.
"الثالثة عشرة: التكبير عند التعجب، خلافاً لمن كرهه": التكبير عند التعجب، أما التسبيح فهذا أمر معروف عند التعجب، لكن التكبير هذا قليل، ومما يستدل به له هذا الحديث.